أسهب المؤرخون وعلماء الاجتماع في الكتابة عن شعب الفولان/ الفلان/ فولبي/ فولا/ بُلي/ بولو/ فولو/ فول/ فلاتة الخ... وصل الى درجة الاعجاب باعتبارهم " بقّارة بادية، صُفر السُحنة، حُمر بلون الذهب أو بيض في اصلهم الذي تحدروا منه " . وكان دورهم مفتاحياً في غرب الاطلسي الافريقى الذي تمظهروا فيه غبّ مجيئهم من المشرق في تاريخ اختلفت في تحديده المصادر الغربية. فهناك من قال ان الفولان انساحوا من جنوب موريتانيا عام 700م نحو مملكة التكرور حيث أقاموا في فوطا- تورو، ثم بقوا قرابة ثلاثة قرون، وشرعوا في احماء نشاطهم الجهادي الاسلامي فانداحت دويلاتهم في اتجاه الشرق.
وقال آخرون انهم اسلموا في القرن الثاني عشر الميلادي وتحدثوا بلسان التكرور وشايعوهم في تحالف سياسي اسلامي. ومن الباحثين من قال بأن الفولان كشعب رُصدت لغتهم ـ فولفولدي ـ بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر. ولكن نسّابة الفولانيين يعودون بأصلهم الى تاريخ بعيد في الشرق.
ولاحظ المؤرخون ان على رغم ان الفولان اضحوا ملوكاً اقوياء ورواد حضارة الا انهم يعيشون في غرب الاطلسي كغرباء ، وأنهم مبعثرون في شتات امتد من غرب الاطلسي الى شرق المحيط الهندي في اكثر من 15 قطراً. وقدرت موسوعة (إنكارتا) الصادرة عام 1999 بأن 15 الى 20 مليوناً يتحدثون لغة الفولان.
وتبارى جمع من علماء الاجتماع والإناسة في البحث عن اصل الفولان فتباينت رؤاهم. فعالم الآثار الفرنسي هنري لوت يرد اصلهم الى العالم القديم، حيث عوّل على دراسة النقوش والرسومات الصخرية التي عثر عليها في نهاية الخمسينات في صحراء تاسيلي في جنوب الجزائر. فالرسوم تضمُّ قطعاناً من الأبقار في رَبْع مأهول بالرعاة، بيض البشرة يشاطرهم آخرون من السود.
ويقول لوت بأن الملامح التي تنتظم فخذ ـ الوودابي، الفولاني المقيم في النيجر حالياً تتطابق مع تلك النقوش الصحراوية التى يعود تاريخها لى نحو (4500ق. م. الى 2500 ق.م.) ويؤكد هنرى لوت بأن هؤلاء الرعاة هم اسلاف الفولان وان المَحَلَ الذي طرأ على الحزام الصحراوي الخصيب دفع بالفولان نحو الغرب بحثاً عن مراع لأبقارهم. وعرفت ابقار الفولان باسم ـ زيبو ـ وهي ذات قرون واسعة وهلالية وهي ايضاً افخاذ يعرفها رعاتهم بأسمائها.
ويعتقد الجغرافي الألماني هنريتش بارث ان الفولان احتلوا كل شمال افريقيا قبل مجيء البربر حوالى 3000 ق. م. اذ هاجروا ا لى تلك الاصقاع عبر الصحراء الوسطى. اما المستشرق الفرنسي موريس دي لافوس وصف الفولان بأنهم « صانعو حضارة غرب أفريقيا» ويقول بأنهم انحدروا من اصل يهودي سرياني، اذ انخزعت جماعة من بني اسرائيل عند خروج موسى من مصر، في اتجاه الغرب فاتجهوا جنوباً من برقه في رحيل متواتر. وعندما بلغوا ماسينا في غرب الاطلسي طبّقوا نظاماً وضعه النبي يوسف في مصر احتل الرعاة بموجبه موضع الصدارة السياسية وحكموا مدة ثلاثة قرون واختلطوا فيها بغيرهم. وحكم اسلافهم بلاد التكرور 200 عام وتزوج قائدهم ابنة الأمير المحلي واتخذوا لغة التكرور لساناً لهم متأثرين بنظام الطوائف والطبقات التكرورية.
وفى اطروحة اخرى يورد شيخ انتا ديوب، عالم المصريات السنغالي، في كتابه «الأصول الزنجية للحضارة المصرية» أن الاعتقاد الشائع هو ان (الفولان) نشأوا في غرب افريقيا حين ظل المور فيها على اتصال بالزنوج، ولكن يجب البحث عن مهد الفولان على رغم المظاهر في موقع آخر. وقال بأن الفولان قدموا على الارجح من وادي النيل من مصر. ويضيف بأن الفولان من القبائل التي خرج منها فراعنة في مجرى التاريخ وأن عدداً من فراعنة مصر تلقبوا باسم «إيكا وإيبا » إذ ينسجم ذلك مع فخذ الفولان الكارا. وان تاريخ نشأة فرع الفولان في تاريخ مصر يمتد من الأسرة الثامنة عشرة (توت عنخ آمون/ حتشبسوت... الخ) حتى العصر المتأخر في الوجه البحري. وقال آخرون بأن الفولان هم الرعاة الهكسوس الذين حكموا مصر نسبة للتشابه في الملامح لا سيما دور الفولان في افريقيا ودور الهكسوس في مصر.
ويرى مؤرخ الحضارات الفرنسي فرناند بروديل في مؤلفه «تاريخ الحضارات» ان الفولان جاؤوا الى غرب الاطلنطى الافريقى مهاجرين مع المور وأطلق عليهم فولان البربر المسلمين. بينما يرجح فرنسي آخر، لابوريه، بأن الفولان تحدّروا من أصل اثيوبي وهم بالاساس من اصل أبيض وبرز اللون الأسود في اجيالهم المتأخرة وغبّ اختلاطهم لاحقاً برزت فيهم الملامح النجروية.
اما فلورا شو- زوج اللورد فريدريك جون لوغارد اول حاكم عام بريطانى لدولة نايجيريا – ترى بإن أصل الفلاتة يرجع الى الهند، وبأن «دلالة أصول الفولان تكمن في انهم احد العناصر الرئيسية التي انتقلت من منطقة الى اخرى منشئة للحضارات». وتزعم بأنهم «قبيلة غجرية هندية تحركت الى المنطقة الاستوائية من شمال افريقيا» مستأنسة بما ذكرة المؤرخ اليونانى سترابون بوجود قبيلة هندية فى شمال افريقيا .
وعوّل باحثون غربيون ايضاً على مورفولوجيا اللغات الدرافيدية (الهندو ـ فارسية) اذ قالوا بأن لغة الفولفلدي تشبه اللغات الدرافيدية، وانهم لاحظوا تشابهاً بين الفولان والبدو الرعاة في بلاد فارس (إيران) وخلصوا من تلك الملاحظة بأنهم قدموا من ايران. ويقصد بالجنس الدرافيدي سكان جنوب الهند قبل وصول الجنس الآري الابيض الى الهند.
ويقول بعض المؤرخين النمسويين والاميركيين بأنه لا احد يعلم حقاً اصل الفولان ولكن بعض علماء الاجتماع بناء على اساطير الفلانة التي حددت مهدهم في الشرق زعموا بأنهم نتاج اختلاط بين اليهود والأفارقة. وقالوا بأن الفولان هم سلالة انحدرت من يهود مصر هاجروا غربا نتيجة للاضطهاد الروماني هناك. ويزعم بالمر بأن الفولان شعب حديث النشأة، وتمظهروا للمرة الأولى في القرن الحادي عشر وان توجههم غرباً ارتبط بظروف سياسية وانهم اتخذوا لغة التكرور وأعرافهم.
ويقول بأن الفولان هم ابناء مخلطون لنساء من البربر وجنود سود وأنهم اخذوا العادات الرعوية من البربر.وعزى الديبلوماسي والمؤرخ الهندي مادهو بانيكار هيمنة الفولان وبروزهم الريادي باعتبارهم اصحاب الدور الطليعي الذي ينهض به الغريب وسط المحليين.
وقال ان السبب فى ذلك لأنهم «ليسوا زنوجاً» وانهم كغزاة حاميين قامت على اكتافهم «الدولة المنظمة والحضارة بين الزنوج». مبيّنا ان الفولان يتميزون عن الزنوج ويظهرون «فولانيتهم» . وحتى الذين ربطتهم أواصر المصاهرة في مواقع اخرى حافظوا على ولعهم الخاص بالتماهي مع عنصرهم الفولاني.
وحصرت البروفسورة اليزابيث إسيكيى استاذة التاريخ الافريقي ببريطانيا ، شعوب افريقيا من ذوي الملامح القوقازية (البشرة الفاتحة والأنف الأقنى والشعر السبط غير الجعد) في قدامى المصريين والبربر والطوارق والفولان.
وقالت عن الفولان في غرب الاطلسي انهم في رحيل مستمر وحلٍ قصير الأجل، ريثما يشدون رحالهم الى تيه جديد. ومن سمات تاريخ غرب افريقيا التوسع الفولاني الهائل نحو الشرق. وقُدر ان من اصل ستة ملايين فولاني ظهروا هنالك للمرة الأولى، لم يبق منهم في ذلك الربع المهجري سوى 3 في المئة في فوتا ـ جالون.
وان «التوروبي» أو «التروب» الفولانيين تحولت الى طبقة إرثية تُعنى بالاضطلاع بشؤون العقيدة الاسلامية ويعتقدون بأنهم أبناء آدم المصطفين وهم وحدهم المستمسكون حقاً بشرع الله وسنّة نبيه (صلى الله عليه وسلم). وقالت ان الفولبي عبر تمظهر دولهم الجهادية استصحبوا مفهوم الاصطفاء الإلهي تبعاً للدور الريادي الذي لعبوه وانهم ينتسبون الى الفاتح العربي عقبه بن نافع الفهري (القرشى).
واعتبر آخرون ان المترجمين الفينيقيين في ليكسيتاي (مدينة العرائس المغربية ) من اسلاف الفولان. ويرجح ريتشارد بيرتون ان بعض الذين كانوا مع البحار القرطاجي هانو اثناء رحلته الى المحيط الأطلسي وغرب افريقيا عام 480 ق. م. وعددهم 30 ألفاً، هم بقية بدو الصحراء الذين عزم فرعون مصر التخلص منهم بابتعاثهم الى المجهول . وهم اسلاف الفولان نسبة لأنهم يقولون بأن اسلافهم ا توا من الشرق من أعالي البحار التي عدها شيخ أنتا ديوب السنغالى وادي النيل. اما توكسير في كتابه «قيم وتاريخ الفولان» يقول بأنهم من «اصل يهودي وعربي. وإن لم ينحدروا من العدنانيين، فربما كانوا من اليمن».
ويميز الألماني ليو فروبنيوس بين نوعين من المهاجرين الفولانيين: المهاجرون غرباً او العائدين شرقاً في موجات تذبذبت بين الشرق والغرب . وهم اسلاف الفولان الذين وصلوا في زمان بعيد الى الغرب من شرق افريقيا، بينما بقيت بطون اخرى في منتصف الطريق المهجري. وإن القطاعات التي انفصلت عن الموجة الأولى انشطرت بين الاحتفاظ بنقائها العرقي الخالص وبين اختلاطها مع موجة الفولبي السود، وإن ما بقي من الموجة المختلطة فى غرب غينيا والسنغال استداروا على اعقابهم وعادوا مجدداً الى الشرق.
ووصف غربيون الفولان بما اطلقوا عليه «النقاء الايديولوجي الفولاني» وانهم كانوا في وقت سابق شديدو التمسك بالنقاء العرقي حتى اذا ما اعتنقوا الاسلام في اقصى غرب الاطلسي انتقلت عصبيتهم الى ذلك الاتجاه الديني حين اقاموا سلسلة من الدويلات الاسلامية المتشددة . ويرجع مؤرخون افارقة بأصل الفولان الى بلاد النوبة في شمال السودان وأثيوبيا وأبعد من ذلك شرقاً.
اما عن اصل الفولان في المصادر العربية يشير حسن عيسى عبدالظاهر الى ان الراجح انهم ابناء «فلان بن العيص بن اسحق» وقال عنهم " انهم يعملون غالباً برعي الأبقار والجهاد، ولا يرتبطون بأرض غير مأهولة بالاسلام بل يعملون على تأهيلها او الهجرة منها حال عجزهم». وذكر محمد سليمان الطيب في مؤلفه «موسوعة القبائل العربية» انهم عرب بيد ان الدعاية الفرنسية ردت اصولهم ا لى اليهود.
أما أحد نسابة الفولان الشيخ محمد بيلو بن عثمان بن فودى (1781 ـ 1837م.) كتب فى مؤلفه الشهير «إنفاق الميسور» عن نسب الفولان ؛ قال لهم «أمير التوروز (التروبي) اتيتمونا بالدين ونحن جاهلون به، فخلفوا لنا من يعلمنا، فخلفوا لهم عقبة بن ياسر او عقبة بن نافع او عقبة بن عامر، فجلس يعلم الدين والشرائع فزوجه ابنته ـ بج مغ ـ بوجيمانغو ـ فولد منها أربعة اولاد ثم سار لبلاده حتى وصل مصر وخلف بنيه عند امهم، فشبوا وتكلموا بلسان غير لسان ابيهم وأمهم».
ويقول الشيخ عبدالله بن فودى في كتابه «تزيين الورقات» موضحا ما اورده الشيخ محمد بيلو فى كتابه اعلاه «تزوج عقبة ابنة ملكهم بجّ منغ فولد الفلانيين جميعاً» ولذلك يجمع الفولان في غرب الاطلسي بأن جدهم هو عقبة بن نافع الفهرى القرشى وان اخوالهم ـ التروبي ـ الذين يرفع نسبهم الى «روم بن عيص » اي الى اسحاق بن ابراهيم الخليل . وينسبون الفولان الفوطيين الى النبى اسماعيل بن ابراهيم اي عدنانية.
ويلخص الباحث السوداني الطيب عبدالرحيم الفلاّتي فى كتابه " الفلاتة فى افريقيا " ان الفولاتيين الأوائل ابناء عقبة من أم رومية. وهناك الفلاتة بنو الروم بسبب المصاهرة والفلاتة ابناء المجاهدين في فتوح الاسلام والفلاتة الجعفريون وهم من التروبي نسبة الى صفية بنت جعفر بن أبي طالب.
وفى انساب العرب نجد الاسماء التى تطلق على الفولان كلها اسماء لبطون وأفخاذ قبائل عربية قديمة على النحو التالى:
ـ فلان: بطن من العرب ذكره المرتضى الزبيدي في معجمه الضخم تاج العروس . وذكره ايضا عمر رضا كحاله فى معجم قبائل العرب الحديثة والقديمة .
ـ بنو فلان: ذكرهم ابن حزم الاندلسى فى جمهرة انساب العرب من ولد زاهر بن يحابر من رهط الحارث بن عبدالله بن سعيد بن قيس بن المكشوح بن زاهر بن يحابر بن مراد بن أدُد بن عريب بن كهلان بن سبأ بن قحطان .أشار عمود النسب المذكور الى قيس بن المكشوح وهو احد صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي بعثه الى اليمن. ويقال ليحابر (مراد) ومراد جد قبيلة مذحج اليمانية المعروفة التي جاءت الى مصر اثناء الفتوح. ولزاهر جد فخذ بنو فلان المذكورون هنا ولد يُدعى صفوان بن عسال بن الربض بن زاهر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبناء أخ بنو فلان هم سعدُ العشيرة بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ وهم جُعفي وعائذالله وأويس الله
وأ نس الله وأمهم من كنانة بن خزيمة العدنانية.
ـ الفلته: عشيرة من النفعه من برقه من قبيلة عتيبه ذكرهم فؤاد حمزه فى كتابه قلب جزيرة العرب،) وينسب لقبيلة عتيبه السيدة حليمه السعديه مرضعة الرسول (صلى الله عليه وسلم).
ـ الفلته: فرقة من الفريجة، من الروالة من الجلاس من ضنأ مسلم من قبيلة عنزه وهي من العدنانية ذكرهم العزاوي فى كتابه عشائر الشام،
ـ الفلاة: فرع من الفريجة من الروالة من عَنَزَة ذكروا فى قبائل بدو الشام،
ـ فليتة: (على وزن فعيل بضم الفاء وتسكين الياء وفتح التاء) فخذ من سويد من مالك من بني هلال بن عامر من العدنانية مركزها جنوب الاصنام (الجزائر)، ذكرهم عمر رضا كحالة فى المرجع السابق .
ـ الفليته: من فخذ الأبي جامل من العقيدات الشامية من زبيد وجدهم عمرو بن معد يكرب الزبيدي، يمانية ذكرهم وصفي زكريا، فى عشائر الشام، .
ـ الفلاتين: فصيلة من بطن المحاميد من فخذ الموركة من قبيلة البقوم من حواله من الأزد ذكرهم الطائى اللامي، فى كتابه المنتخب،
ـ الشرفاء فلالة: يرفع نسبها الى الدوحة النبوية. اذ انتقل اجدادهم الى الصحراء المغربية منذ عهد ا لشريف مولاي اسماعيل وتمركزوا في وادي نون والتزموا مهنة التوجيه الديني والاصلاح بين الناس وتمسكوا بالمذهب المالكي والطريقة القادرية. وتخصص علماء فلالة في علوم القرآن والنحو والفقه. أشار اليهم حمداني ماء العينين فى كتابه قبائل الصحراء المغربية،
الفُليته الأشراف: من فروع الأشراف ويقال لهم الأمراء ويعرفون بسادة فُليته في وادي فاطمة بالحجاز ذكرهم حمد الجاسر، فى معجم قبائل المملكة العربية السعودية،
ـ الفلاية: من الروس من المنيع من الفدعان من عَنَزَه (المصدر السابق) ،
ـ الفلا تية: من عشائر تهامة ومنهم الشُّمة والملاحة والفقهاء والعوارضة (المصدر السابق)،
ـ آل فلوان: من ا لصديد من الجرباء من شمّر (المصدر السابق ).
واورد ابن خلدون في تاريخه الفلاة وفليته فقال عن الأولى «... أعراب الفلاة من المعقل» . ومعلوم ان المعقل ثلاثة افخاذ تحالفت قبل وصولها الى الصحراء الغربية مع بطون بنى هلال. والمعقل كانوا بادية في الحجاز ومنهم معقِل من ذرية جعفر بن أبي طالب ومعقل في بني الحارث بن كعب وهم من كهلان وثالثهم معقل من قضاعة من بني عليم بن جناب بن حلوان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وقضاعة من القبائل العربية ذات البأس وكانت حليفة للروم قبل الاسلام وتنسب تارة الى عدنان وأخرى الى قحطان وحمير. واشير اليهم فى كتب الروم الاول على حد ابن حزم.
يقول شيخ ا نتا ديوب «ان قبائل الطورو توجد في جبال النوبة بالسودان وان التكرور كانوا هناك قبل هجرتهم الى غرب الاطلنطي واتخذت فوطا ـ تورو اسمها بعد وصولهم اليها». ويورد عمر رضا كحالة ان التكارتة اصلهم من تكريت ويتحدرون من فرع زوبع من شمّر الطائية ويقال لهم الفلوجيين . ويحدثنا الشيخ محمد بلو في «إنفاق الميسور» ان «التكرور علم على الاقليم الغربي من الجنوب السوداني، وهذا الاسم من الحرمين (الحجاز والقدس) ومصر والحبشة، ومندرس في محله، حتى لا يعرفه اهل هذه البلاد اصلاً».
اننا نجد قبائل «الطوا رة» في سيناء . كما نعثر على عرب الفوط جوار بحيرة طبرية ذكرهم الرحالة السويسرى بوركهارت في كتابه «رحلات في نجد». وذكر نعوم شقير قبائل الطواره في سيناء وهم تحالف من قريش وحرب (الخولانية القضاعية) وبلي والحويطات وجذام والترابين. وفي انساب العرب الطورة والنسبة اليهم «طويري» فخذ من فهم المنسوبة الى حرب ـ خولان القضاعيتين، وقال عنهم ابن خلدون انهم انتقلوا مع رياح وسُليم الى افريقيا).
والطورة ايضاً بطن من بني سعد من عتيبة التي وصلت هي الاخرى ا لى افريقيا. وعرف ايضاً قبيل من بني جعفر بن أبي طالب «الطيار» بـ«بنو طوري» ذكرهم احمد عبدالرضا كريم،فى كتابه الأنساب المنقطعة. وهناك عرب اليطوريين الذين سيطروا على الاجزاء الوسطى والغربية في الشام حوالى 115 ق. م. وأشير اليهم في العهد القديم (أخبار الأيام الأول 8: 18 ــ 19). وكانوا بدواً في شمال الأردن وعلى خلاف مع بعض اسباط بني اسرائيل وامتد نفوذهم الى بحيرة طبرية. ويوجد في اريتريا في مصوع صحراء «سحار» تسكنها بادية منها الشيحو والطورة. والمعروف تاريخياً ان اسم سحار/ صحار هو قبيل قضاعي وان بلي وجهينة عرفا باسم قضاعة و«بنو الصحراء» أو «صحار» اذ كانت جهينة حاضرة وبادية.
ويذكر النسابة السوداني عثمان حمد الله في كتابه «دليل المعارف»: «فلا نة (بالنون) من قبيلة حمير العربية وبعضهم جدهم عقبة بن ياسر ومنهم في مايرنو جنوب سنار السلطان محمد طاهر... وهم من نسل الشيخ عثمان بن فوده». وذكر من الفلا نة/ الفلا تا/ الفلا نا خزام و جدهم السلطان شلنقو الذي جاء من الطائف ومن اجدادهم سعد الدين الخزامي... والخزميين بدار خزامة ـ النقرة بالمغرب . وخُزام أحد فروع قبيلة بلي القضاعية الشهيرة التى تعد من اشراف العرب .
وماذا عن بقية المسميات مثل فول/فولبي/فولا/ فيلا/ بولو/ فولو وهالبولاريين وهي عبارات تستخدم تبادلياً ويقصد بها الفلاتة. هل يمكننا ملاحقتها في جزيرة العرب أيضاً؟ الاجابة هي نعم ولكن تفصيل ذلك يأتي في مقام آخر في كتابنا «الفولان جاءت من جزيرة العرب، اطلس البحث عن بلو العربي» بالاضافة الى العلاقة بالروم وباليهود، ان وجدت، وهل ضم التحالف الفولاتي عناصر يهودية او تهودت في زمان سابق وما هي الأسباب التي دعتهم الى الهجرة غرباً وما هي المواقع الاخرى التي انتشر فيها الفولان قبل بلوغهم غرب الاطلسي؟ وهل الفولفلدي لغة كانت للتكرور ام جاءت معهم من الشرق؟
مع تحياتي ود الرشيد
وقال آخرون انهم اسلموا في القرن الثاني عشر الميلادي وتحدثوا بلسان التكرور وشايعوهم في تحالف سياسي اسلامي. ومن الباحثين من قال بأن الفولان كشعب رُصدت لغتهم ـ فولفولدي ـ بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر. ولكن نسّابة الفولانيين يعودون بأصلهم الى تاريخ بعيد في الشرق.
ولاحظ المؤرخون ان على رغم ان الفولان اضحوا ملوكاً اقوياء ورواد حضارة الا انهم يعيشون في غرب الاطلسي كغرباء ، وأنهم مبعثرون في شتات امتد من غرب الاطلسي الى شرق المحيط الهندي في اكثر من 15 قطراً. وقدرت موسوعة (إنكارتا) الصادرة عام 1999 بأن 15 الى 20 مليوناً يتحدثون لغة الفولان.
وتبارى جمع من علماء الاجتماع والإناسة في البحث عن اصل الفولان فتباينت رؤاهم. فعالم الآثار الفرنسي هنري لوت يرد اصلهم الى العالم القديم، حيث عوّل على دراسة النقوش والرسومات الصخرية التي عثر عليها في نهاية الخمسينات في صحراء تاسيلي في جنوب الجزائر. فالرسوم تضمُّ قطعاناً من الأبقار في رَبْع مأهول بالرعاة، بيض البشرة يشاطرهم آخرون من السود.
ويقول لوت بأن الملامح التي تنتظم فخذ ـ الوودابي، الفولاني المقيم في النيجر حالياً تتطابق مع تلك النقوش الصحراوية التى يعود تاريخها لى نحو (4500ق. م. الى 2500 ق.م.) ويؤكد هنرى لوت بأن هؤلاء الرعاة هم اسلاف الفولان وان المَحَلَ الذي طرأ على الحزام الصحراوي الخصيب دفع بالفولان نحو الغرب بحثاً عن مراع لأبقارهم. وعرفت ابقار الفولان باسم ـ زيبو ـ وهي ذات قرون واسعة وهلالية وهي ايضاً افخاذ يعرفها رعاتهم بأسمائها.
ويعتقد الجغرافي الألماني هنريتش بارث ان الفولان احتلوا كل شمال افريقيا قبل مجيء البربر حوالى 3000 ق. م. اذ هاجروا ا لى تلك الاصقاع عبر الصحراء الوسطى. اما المستشرق الفرنسي موريس دي لافوس وصف الفولان بأنهم « صانعو حضارة غرب أفريقيا» ويقول بأنهم انحدروا من اصل يهودي سرياني، اذ انخزعت جماعة من بني اسرائيل عند خروج موسى من مصر، في اتجاه الغرب فاتجهوا جنوباً من برقه في رحيل متواتر. وعندما بلغوا ماسينا في غرب الاطلسي طبّقوا نظاماً وضعه النبي يوسف في مصر احتل الرعاة بموجبه موضع الصدارة السياسية وحكموا مدة ثلاثة قرون واختلطوا فيها بغيرهم. وحكم اسلافهم بلاد التكرور 200 عام وتزوج قائدهم ابنة الأمير المحلي واتخذوا لغة التكرور لساناً لهم متأثرين بنظام الطوائف والطبقات التكرورية.
وفى اطروحة اخرى يورد شيخ انتا ديوب، عالم المصريات السنغالي، في كتابه «الأصول الزنجية للحضارة المصرية» أن الاعتقاد الشائع هو ان (الفولان) نشأوا في غرب افريقيا حين ظل المور فيها على اتصال بالزنوج، ولكن يجب البحث عن مهد الفولان على رغم المظاهر في موقع آخر. وقال بأن الفولان قدموا على الارجح من وادي النيل من مصر. ويضيف بأن الفولان من القبائل التي خرج منها فراعنة في مجرى التاريخ وأن عدداً من فراعنة مصر تلقبوا باسم «إيكا وإيبا » إذ ينسجم ذلك مع فخذ الفولان الكارا. وان تاريخ نشأة فرع الفولان في تاريخ مصر يمتد من الأسرة الثامنة عشرة (توت عنخ آمون/ حتشبسوت... الخ) حتى العصر المتأخر في الوجه البحري. وقال آخرون بأن الفولان هم الرعاة الهكسوس الذين حكموا مصر نسبة للتشابه في الملامح لا سيما دور الفولان في افريقيا ودور الهكسوس في مصر.
ويرى مؤرخ الحضارات الفرنسي فرناند بروديل في مؤلفه «تاريخ الحضارات» ان الفولان جاؤوا الى غرب الاطلنطى الافريقى مهاجرين مع المور وأطلق عليهم فولان البربر المسلمين. بينما يرجح فرنسي آخر، لابوريه، بأن الفولان تحدّروا من أصل اثيوبي وهم بالاساس من اصل أبيض وبرز اللون الأسود في اجيالهم المتأخرة وغبّ اختلاطهم لاحقاً برزت فيهم الملامح النجروية.
اما فلورا شو- زوج اللورد فريدريك جون لوغارد اول حاكم عام بريطانى لدولة نايجيريا – ترى بإن أصل الفلاتة يرجع الى الهند، وبأن «دلالة أصول الفولان تكمن في انهم احد العناصر الرئيسية التي انتقلت من منطقة الى اخرى منشئة للحضارات». وتزعم بأنهم «قبيلة غجرية هندية تحركت الى المنطقة الاستوائية من شمال افريقيا» مستأنسة بما ذكرة المؤرخ اليونانى سترابون بوجود قبيلة هندية فى شمال افريقيا .
وعوّل باحثون غربيون ايضاً على مورفولوجيا اللغات الدرافيدية (الهندو ـ فارسية) اذ قالوا بأن لغة الفولفلدي تشبه اللغات الدرافيدية، وانهم لاحظوا تشابهاً بين الفولان والبدو الرعاة في بلاد فارس (إيران) وخلصوا من تلك الملاحظة بأنهم قدموا من ايران. ويقصد بالجنس الدرافيدي سكان جنوب الهند قبل وصول الجنس الآري الابيض الى الهند.
ويقول بعض المؤرخين النمسويين والاميركيين بأنه لا احد يعلم حقاً اصل الفولان ولكن بعض علماء الاجتماع بناء على اساطير الفلانة التي حددت مهدهم في الشرق زعموا بأنهم نتاج اختلاط بين اليهود والأفارقة. وقالوا بأن الفولان هم سلالة انحدرت من يهود مصر هاجروا غربا نتيجة للاضطهاد الروماني هناك. ويزعم بالمر بأن الفولان شعب حديث النشأة، وتمظهروا للمرة الأولى في القرن الحادي عشر وان توجههم غرباً ارتبط بظروف سياسية وانهم اتخذوا لغة التكرور وأعرافهم.
ويقول بأن الفولان هم ابناء مخلطون لنساء من البربر وجنود سود وأنهم اخذوا العادات الرعوية من البربر.وعزى الديبلوماسي والمؤرخ الهندي مادهو بانيكار هيمنة الفولان وبروزهم الريادي باعتبارهم اصحاب الدور الطليعي الذي ينهض به الغريب وسط المحليين.
وقال ان السبب فى ذلك لأنهم «ليسوا زنوجاً» وانهم كغزاة حاميين قامت على اكتافهم «الدولة المنظمة والحضارة بين الزنوج». مبيّنا ان الفولان يتميزون عن الزنوج ويظهرون «فولانيتهم» . وحتى الذين ربطتهم أواصر المصاهرة في مواقع اخرى حافظوا على ولعهم الخاص بالتماهي مع عنصرهم الفولاني.
وحصرت البروفسورة اليزابيث إسيكيى استاذة التاريخ الافريقي ببريطانيا ، شعوب افريقيا من ذوي الملامح القوقازية (البشرة الفاتحة والأنف الأقنى والشعر السبط غير الجعد) في قدامى المصريين والبربر والطوارق والفولان.
وقالت عن الفولان في غرب الاطلسي انهم في رحيل مستمر وحلٍ قصير الأجل، ريثما يشدون رحالهم الى تيه جديد. ومن سمات تاريخ غرب افريقيا التوسع الفولاني الهائل نحو الشرق. وقُدر ان من اصل ستة ملايين فولاني ظهروا هنالك للمرة الأولى، لم يبق منهم في ذلك الربع المهجري سوى 3 في المئة في فوتا ـ جالون.
وان «التوروبي» أو «التروب» الفولانيين تحولت الى طبقة إرثية تُعنى بالاضطلاع بشؤون العقيدة الاسلامية ويعتقدون بأنهم أبناء آدم المصطفين وهم وحدهم المستمسكون حقاً بشرع الله وسنّة نبيه (صلى الله عليه وسلم). وقالت ان الفولبي عبر تمظهر دولهم الجهادية استصحبوا مفهوم الاصطفاء الإلهي تبعاً للدور الريادي الذي لعبوه وانهم ينتسبون الى الفاتح العربي عقبه بن نافع الفهري (القرشى).
واعتبر آخرون ان المترجمين الفينيقيين في ليكسيتاي (مدينة العرائس المغربية ) من اسلاف الفولان. ويرجح ريتشارد بيرتون ان بعض الذين كانوا مع البحار القرطاجي هانو اثناء رحلته الى المحيط الأطلسي وغرب افريقيا عام 480 ق. م. وعددهم 30 ألفاً، هم بقية بدو الصحراء الذين عزم فرعون مصر التخلص منهم بابتعاثهم الى المجهول . وهم اسلاف الفولان نسبة لأنهم يقولون بأن اسلافهم ا توا من الشرق من أعالي البحار التي عدها شيخ أنتا ديوب السنغالى وادي النيل. اما توكسير في كتابه «قيم وتاريخ الفولان» يقول بأنهم من «اصل يهودي وعربي. وإن لم ينحدروا من العدنانيين، فربما كانوا من اليمن».
ويميز الألماني ليو فروبنيوس بين نوعين من المهاجرين الفولانيين: المهاجرون غرباً او العائدين شرقاً في موجات تذبذبت بين الشرق والغرب . وهم اسلاف الفولان الذين وصلوا في زمان بعيد الى الغرب من شرق افريقيا، بينما بقيت بطون اخرى في منتصف الطريق المهجري. وإن القطاعات التي انفصلت عن الموجة الأولى انشطرت بين الاحتفاظ بنقائها العرقي الخالص وبين اختلاطها مع موجة الفولبي السود، وإن ما بقي من الموجة المختلطة فى غرب غينيا والسنغال استداروا على اعقابهم وعادوا مجدداً الى الشرق.
ووصف غربيون الفولان بما اطلقوا عليه «النقاء الايديولوجي الفولاني» وانهم كانوا في وقت سابق شديدو التمسك بالنقاء العرقي حتى اذا ما اعتنقوا الاسلام في اقصى غرب الاطلسي انتقلت عصبيتهم الى ذلك الاتجاه الديني حين اقاموا سلسلة من الدويلات الاسلامية المتشددة . ويرجع مؤرخون افارقة بأصل الفولان الى بلاد النوبة في شمال السودان وأثيوبيا وأبعد من ذلك شرقاً.
اما عن اصل الفولان في المصادر العربية يشير حسن عيسى عبدالظاهر الى ان الراجح انهم ابناء «فلان بن العيص بن اسحق» وقال عنهم " انهم يعملون غالباً برعي الأبقار والجهاد، ولا يرتبطون بأرض غير مأهولة بالاسلام بل يعملون على تأهيلها او الهجرة منها حال عجزهم». وذكر محمد سليمان الطيب في مؤلفه «موسوعة القبائل العربية» انهم عرب بيد ان الدعاية الفرنسية ردت اصولهم ا لى اليهود.
أما أحد نسابة الفولان الشيخ محمد بيلو بن عثمان بن فودى (1781 ـ 1837م.) كتب فى مؤلفه الشهير «إنفاق الميسور» عن نسب الفولان ؛ قال لهم «أمير التوروز (التروبي) اتيتمونا بالدين ونحن جاهلون به، فخلفوا لنا من يعلمنا، فخلفوا لهم عقبة بن ياسر او عقبة بن نافع او عقبة بن عامر، فجلس يعلم الدين والشرائع فزوجه ابنته ـ بج مغ ـ بوجيمانغو ـ فولد منها أربعة اولاد ثم سار لبلاده حتى وصل مصر وخلف بنيه عند امهم، فشبوا وتكلموا بلسان غير لسان ابيهم وأمهم».
ويقول الشيخ عبدالله بن فودى في كتابه «تزيين الورقات» موضحا ما اورده الشيخ محمد بيلو فى كتابه اعلاه «تزوج عقبة ابنة ملكهم بجّ منغ فولد الفلانيين جميعاً» ولذلك يجمع الفولان في غرب الاطلسي بأن جدهم هو عقبة بن نافع الفهرى القرشى وان اخوالهم ـ التروبي ـ الذين يرفع نسبهم الى «روم بن عيص » اي الى اسحاق بن ابراهيم الخليل . وينسبون الفولان الفوطيين الى النبى اسماعيل بن ابراهيم اي عدنانية.
ويلخص الباحث السوداني الطيب عبدالرحيم الفلاّتي فى كتابه " الفلاتة فى افريقيا " ان الفولاتيين الأوائل ابناء عقبة من أم رومية. وهناك الفلاتة بنو الروم بسبب المصاهرة والفلاتة ابناء المجاهدين في فتوح الاسلام والفلاتة الجعفريون وهم من التروبي نسبة الى صفية بنت جعفر بن أبي طالب.
وفى انساب العرب نجد الاسماء التى تطلق على الفولان كلها اسماء لبطون وأفخاذ قبائل عربية قديمة على النحو التالى:
ـ فلان: بطن من العرب ذكره المرتضى الزبيدي في معجمه الضخم تاج العروس . وذكره ايضا عمر رضا كحاله فى معجم قبائل العرب الحديثة والقديمة .
ـ بنو فلان: ذكرهم ابن حزم الاندلسى فى جمهرة انساب العرب من ولد زاهر بن يحابر من رهط الحارث بن عبدالله بن سعيد بن قيس بن المكشوح بن زاهر بن يحابر بن مراد بن أدُد بن عريب بن كهلان بن سبأ بن قحطان .أشار عمود النسب المذكور الى قيس بن المكشوح وهو احد صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذي بعثه الى اليمن. ويقال ليحابر (مراد) ومراد جد قبيلة مذحج اليمانية المعروفة التي جاءت الى مصر اثناء الفتوح. ولزاهر جد فخذ بنو فلان المذكورون هنا ولد يُدعى صفوان بن عسال بن الربض بن زاهر صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأبناء أخ بنو فلان هم سعدُ العشيرة بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ وهم جُعفي وعائذالله وأويس الله
وأ نس الله وأمهم من كنانة بن خزيمة العدنانية.
ـ الفلته: عشيرة من النفعه من برقه من قبيلة عتيبه ذكرهم فؤاد حمزه فى كتابه قلب جزيرة العرب،) وينسب لقبيلة عتيبه السيدة حليمه السعديه مرضعة الرسول (صلى الله عليه وسلم).
ـ الفلته: فرقة من الفريجة، من الروالة من الجلاس من ضنأ مسلم من قبيلة عنزه وهي من العدنانية ذكرهم العزاوي فى كتابه عشائر الشام،
ـ الفلاة: فرع من الفريجة من الروالة من عَنَزَة ذكروا فى قبائل بدو الشام،
ـ فليتة: (على وزن فعيل بضم الفاء وتسكين الياء وفتح التاء) فخذ من سويد من مالك من بني هلال بن عامر من العدنانية مركزها جنوب الاصنام (الجزائر)، ذكرهم عمر رضا كحالة فى المرجع السابق .
ـ الفليته: من فخذ الأبي جامل من العقيدات الشامية من زبيد وجدهم عمرو بن معد يكرب الزبيدي، يمانية ذكرهم وصفي زكريا، فى عشائر الشام، .
ـ الفلاتين: فصيلة من بطن المحاميد من فخذ الموركة من قبيلة البقوم من حواله من الأزد ذكرهم الطائى اللامي، فى كتابه المنتخب،
ـ الشرفاء فلالة: يرفع نسبها الى الدوحة النبوية. اذ انتقل اجدادهم الى الصحراء المغربية منذ عهد ا لشريف مولاي اسماعيل وتمركزوا في وادي نون والتزموا مهنة التوجيه الديني والاصلاح بين الناس وتمسكوا بالمذهب المالكي والطريقة القادرية. وتخصص علماء فلالة في علوم القرآن والنحو والفقه. أشار اليهم حمداني ماء العينين فى كتابه قبائل الصحراء المغربية،
الفُليته الأشراف: من فروع الأشراف ويقال لهم الأمراء ويعرفون بسادة فُليته في وادي فاطمة بالحجاز ذكرهم حمد الجاسر، فى معجم قبائل المملكة العربية السعودية،
ـ الفلاية: من الروس من المنيع من الفدعان من عَنَزَه (المصدر السابق) ،
ـ الفلا تية: من عشائر تهامة ومنهم الشُّمة والملاحة والفقهاء والعوارضة (المصدر السابق)،
ـ آل فلوان: من ا لصديد من الجرباء من شمّر (المصدر السابق ).
واورد ابن خلدون في تاريخه الفلاة وفليته فقال عن الأولى «... أعراب الفلاة من المعقل» . ومعلوم ان المعقل ثلاثة افخاذ تحالفت قبل وصولها الى الصحراء الغربية مع بطون بنى هلال. والمعقل كانوا بادية في الحجاز ومنهم معقِل من ذرية جعفر بن أبي طالب ومعقل في بني الحارث بن كعب وهم من كهلان وثالثهم معقل من قضاعة من بني عليم بن جناب بن حلوان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. وقضاعة من القبائل العربية ذات البأس وكانت حليفة للروم قبل الاسلام وتنسب تارة الى عدنان وأخرى الى قحطان وحمير. واشير اليهم فى كتب الروم الاول على حد ابن حزم.
يقول شيخ ا نتا ديوب «ان قبائل الطورو توجد في جبال النوبة بالسودان وان التكرور كانوا هناك قبل هجرتهم الى غرب الاطلنطي واتخذت فوطا ـ تورو اسمها بعد وصولهم اليها». ويورد عمر رضا كحالة ان التكارتة اصلهم من تكريت ويتحدرون من فرع زوبع من شمّر الطائية ويقال لهم الفلوجيين . ويحدثنا الشيخ محمد بلو في «إنفاق الميسور» ان «التكرور علم على الاقليم الغربي من الجنوب السوداني، وهذا الاسم من الحرمين (الحجاز والقدس) ومصر والحبشة، ومندرس في محله، حتى لا يعرفه اهل هذه البلاد اصلاً».
اننا نجد قبائل «الطوا رة» في سيناء . كما نعثر على عرب الفوط جوار بحيرة طبرية ذكرهم الرحالة السويسرى بوركهارت في كتابه «رحلات في نجد». وذكر نعوم شقير قبائل الطواره في سيناء وهم تحالف من قريش وحرب (الخولانية القضاعية) وبلي والحويطات وجذام والترابين. وفي انساب العرب الطورة والنسبة اليهم «طويري» فخذ من فهم المنسوبة الى حرب ـ خولان القضاعيتين، وقال عنهم ابن خلدون انهم انتقلوا مع رياح وسُليم الى افريقيا).
والطورة ايضاً بطن من بني سعد من عتيبة التي وصلت هي الاخرى ا لى افريقيا. وعرف ايضاً قبيل من بني جعفر بن أبي طالب «الطيار» بـ«بنو طوري» ذكرهم احمد عبدالرضا كريم،فى كتابه الأنساب المنقطعة. وهناك عرب اليطوريين الذين سيطروا على الاجزاء الوسطى والغربية في الشام حوالى 115 ق. م. وأشير اليهم في العهد القديم (أخبار الأيام الأول 8: 18 ــ 19). وكانوا بدواً في شمال الأردن وعلى خلاف مع بعض اسباط بني اسرائيل وامتد نفوذهم الى بحيرة طبرية. ويوجد في اريتريا في مصوع صحراء «سحار» تسكنها بادية منها الشيحو والطورة. والمعروف تاريخياً ان اسم سحار/ صحار هو قبيل قضاعي وان بلي وجهينة عرفا باسم قضاعة و«بنو الصحراء» أو «صحار» اذ كانت جهينة حاضرة وبادية.
ويذكر النسابة السوداني عثمان حمد الله في كتابه «دليل المعارف»: «فلا نة (بالنون) من قبيلة حمير العربية وبعضهم جدهم عقبة بن ياسر ومنهم في مايرنو جنوب سنار السلطان محمد طاهر... وهم من نسل الشيخ عثمان بن فوده». وذكر من الفلا نة/ الفلا تا/ الفلا نا خزام و جدهم السلطان شلنقو الذي جاء من الطائف ومن اجدادهم سعد الدين الخزامي... والخزميين بدار خزامة ـ النقرة بالمغرب . وخُزام أحد فروع قبيلة بلي القضاعية الشهيرة التى تعد من اشراف العرب .
وماذا عن بقية المسميات مثل فول/فولبي/فولا/ فيلا/ بولو/ فولو وهالبولاريين وهي عبارات تستخدم تبادلياً ويقصد بها الفلاتة. هل يمكننا ملاحقتها في جزيرة العرب أيضاً؟ الاجابة هي نعم ولكن تفصيل ذلك يأتي في مقام آخر في كتابنا «الفولان جاءت من جزيرة العرب، اطلس البحث عن بلو العربي» بالاضافة الى العلاقة بالروم وباليهود، ان وجدت، وهل ضم التحالف الفولاتي عناصر يهودية او تهودت في زمان سابق وما هي الأسباب التي دعتهم الى الهجرة غرباً وما هي المواقع الاخرى التي انتشر فيها الفولان قبل بلوغهم غرب الاطلسي؟ وهل الفولفلدي لغة كانت للتكرور ام جاءت معهم من الشرق؟
مع تحياتي ود الرشيد
الخميس سبتمبر 18, 2014 1:19 pm من طرف محبة الخيرررر
» الفحم الماليزي والاندوسي الان بمصر من شركة التل
الثلاثاء أغسطس 12, 2014 4:25 pm من طرف محبة الخيرررر
» أبدأ مشروع صغير بأقل التكاليف
الإثنين يونيو 16, 2014 12:25 pm من طرف محبة الخيرررر
» مشروع انتج واصنع والتسويق علينا
الإثنين يونيو 16, 2014 12:08 pm من طرف محبة الخيرررر